1. ــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم ــــــــــ

    ـــ لقد تعودنا أن نقرأ أو نسمع عن مذكرات... رئيس سابق أو جنرال أو شخصية مشهورة

     يصورون لنا أحداثا عايشوها وتعايشو معها خلال حقبة من الزمن كانو خلالها قادة عسكريين أو سياسيين فكانو دائما يعطوننا الصورة التي كانو ينظرون بها الى الأحداث من على عروشهم...

     صورة كانت من الأعلى مثل صور قوقل ارث لا تنقل الا الشكل العام لكنها لا تستطيع الغوص في خبايا الواقع,,,

    فهل ما سجلته ذاكرة من كتب مذكراته عن العشرية السوداء مثلا وحاول أن يأرخ لزمن عايشه من أحد قصور حيدرة حتى ولو كان قياديا ومن ملاك القرار في تلك الفترة من الزمن هو نفس ماتحتفظ به ذاكرة مواطن بسيط عايش نفس الفترة وهو يسكن حي المرجة في براقي أو كان فلاحا بسيطا من أرياف جبال بابور أو تامزقيدة,,,

    وهل لذاكرة رئيس جمهورية أو وزير للدفاع أو جنرال كان يخطط للأزمة مثل لاعب الشطرنج بغض النظر عن وطنيته واخلاصه وحجم الضغط النفسي وصعوبة القرار أن تسجل ماتسجله ذاكرة عريف في الجيش الوطني الشعبي أو حرس بلدي أو دفاع ذاتي كانو يأدون دور البيادق في اللعبة ,,,

    وهل حتى لذاكرة من نصب نفسه أميرا في الجبال أن تحمل ماتحمله ذاكرة شاب كان ناشئا في عبادة الله وهدفه الأسمى هو التقرب الى الله فغرر به وأستغلت أهدافه ببشاعة فوجد نفسه يحمل صفة ارهابي ويعمل جزار بشر يتقرب بهم لأهداف يجهلها,,, 

    وهل حتى لرئيس البلدية أن تحمل ذاكرته صورة أكثر واقعية مما تحمله ذاكرة عامل النظافة عن شوارع البلدية ,,,

    لا طبعا...... فصور قوقل ارث لا ترقى أبدا لتنقل لنا ماكانت تنقله لنا عدسات كامرا مراسل صحفي أظنه كان مجنونا لأنه كان يحمل عوض السلاح كامرا وقلم ويذهب الى المعركة من أجل أن ينقل لنا صورة حقيقية عن الواقع,,,

    ترى ماهو حجم الواقع وكيف ستكون قوة الاحساس الذي ستنقله لنا صورة من الأسفل تحتفظ بها ذاكرة عريف أول عن حياته التي عاشها في حقبة استثنائية من تاريخ الجزائر.......؟

     كيف هي الصورة من جبال تامزقيدة التي كانت تمثل أصوله ويعيش فيها جزء من أقاربه وكانت في العشرية السوداء من أكبر معاقل الارهاب, وكيف كان المواطنون تحت حكم دولتين.......؟

    الى حي المرجة ببراقي التي كان يعيش فيها الجزء الأكبر من عائلته والتي تأسست فيها المنظمة الارهابية GIA والتي عاشت أسخن أيام العشرية السوداء وكيف كان المواطنون يقدمون الاسعافات للارهابي المصاب ويخفونه عن فرق الجيش... ويقدمون أيظا الاسعافات للجندي المصاب ويخفونه عن الجماعات الارهابية.....؟

     الى الالتحاق بالحرس الجمهوري ومن ثم قصر الرئاسة وقصر الشعب وباقي قصور المرادية وحيدرة وكيف يكون الاحساس عند الوقوف لأول مرة لتأدية التشريفات أمام رئيس الجمهورية وباقي رؤساء العالم....؟   انها فعلا صورة من الأسفل تحتفظ بها ذاكرة عريف أول... صورة التقطت من مكان بسيط لمكان عظيم...............

    0

    إضافة تعليق

جارٍ التحميل